الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

أفرغ كأسك .. خطوات النجاح في التسويق الشبكي



هل الكأس التي في الصورة تقبل صب مزيد من المياه؟ ما مصير الماء المسكوب في الكأس بعد امتلائها؟ بالطبع يقع خارج الكأس.

القصة التالية هي واحدة من أشهر القصص التي ترسخ لمفهوم "أفرغ كأسك". هذا المفهوم هو المفتاح الرئيسي للنجاح في التسويق الشبكي. ما هي قصة هذه الكأس؟ السطور القادمة تسرد لنا القصة و الشاهد من ورائها.

تدور أحداث القصة في اليابان، في بلدة فقيرة لا يقوى أهلها على نفقات إرسال أولادهم للتعليم في المدينة، و عوضاً عن ذلك يدفعون بأبنائهم إلى مدرسة المعلم "سوزوكي". كان المعلم "سوزوكي" صاحب فكر و فلسفة في الحياة و كان يعمل على نشر أفكاره من خلال نوع فريد من التعليم، يختلف كلية عن مناهج التعليم التقليدية، يعتمد على فلسفة الحياة.

و ذاع صيت المعلم "سوزوكي" خارج البلدة، حتى سمع به شاب من المدينة يدعى "يوكي" و الذي قرر الالتحاق بمدرسة المعلم "سوزوكي". كان "يوكي" متفوقاً، فهو حاصل على "الدكتوراه" من الخارج، و كان محباً لتحصيل العلم و تطوير الذات، و قد سمع الكثير عن المعلم "سوزوكي"، فقرر الالتحاق بمدرسته.

كانت سياسة المعلم "سوزوكي" مع طلبة السنة الأولى الجدد أن يكون عامهم الأول في المدرسة مكرساً لخدمة طلبة السنوات الأعلى منهم. و في اليوم الدراسي الأول، جمعهم المعلم و بدأ في توزيع الأعمال عليهم. كانت الأعمال تشمل طهي الطعام و غسيل الثياب و تنظيف المراحيض الذي اختص به "يوكي".

كان "يوكي" مستغرباً، و بالطبع ممتعضاً، فكيف به، و هو المتفوق حامل "الدكتوراه"، ينظف المراحيض لأناس يعتقد أنهم دونه شأناً، مما دفعه لممارسة دور الرقيب و الموجه لزملائه، و تحاشى تماماً العمل بيديه، حتى مر عامه الأول و حان وقت إعلان النتيجة.
و كم كانت ثورة "يوكي" عارمة عندما علم أنه رسب و سوف يعيد السنة الدراسية من جديد.

اندفع "يوكي" غاضباً إلى غرفة المعلم "سوزوكي" طالباً منه تفسيراً لرسوبه، خاصة و أنه يرى أنه أهدر سنة كاملة من عمره في أعمال لا طائل من ورائها كالطهي و الغسيل و تنظيف المراحيض! كان المعلم "سوزوكي" يحتسي قدحاً من الشاي، فأشار إليه أن يجلس و يهدأ حتى يناقشا الأمر.

اعتدل المعلم في جلسته، و طلب من تلميذه إحضار إناء الشاي فأحضره. ثم طلب منه أن يصب له الشاي في القدح، فصب "يوكي" الشاي حتى ملأ القدح ثم توقف عن صب المزيد. حينها نظر له المعلم قائلا: "أنا لم أطلب منك التوقف عن صب الشاي. استمر في الصب!". تعجب "يوكي" من طلب معلمه، لكنه واصل صب الشاي حتى فاض و أصبح ينسكب خارج القدح. حينها أمره المعلم بالتوقف.

التفت المعلم "سوزوكي" إلى الطالب "يوكي" و قال له: "أنت عندما أتيت لمدرستي، كنت مثل هذه الكأس، معبئاً بمعلومات كثيرة، و تصورات معينة جعلتك تعتقد أنك تفهم كل شئ و تجيد كل شئ، لذلك لم تكن مستعداً لتلقي أي جديد، كنت فقط تحلل و تنتقد، و فشل عقلك في استيعاب أي شئ جديد أو مختلف، فكان كل جديد عليك يقع خارج عقلك و استيعابك،  تماماً مثل الشاي الذي وقع خارج هذه الكأس!"

"إذا أردت أن تكون ناجحاً و متميزاً، أفرغ كأسك!"

هذه القصة تظهر واقعاً شائعاً في التسويق الشبكي، أسميه أنا "غرور المعرفة". في البداية يعتقد الكثيرون ممن يبدأون التسويق الشبكي أنهم بعلمهم، و خبراتهم، و علاقاتهم يستطيعون النجاح بسهولة. و كم تكون صدمتهم عندما يصطدمون بحاجز الرفض الذي قد يبديه الآخرون من أول وهلة، ثم يسود لديهم اعتقاد أنهم فشلوا. و لأن الإنسان بطبعه يبحث لنفسه دائماً عن مبررات، تكون التبعة و اللوم على التسويق الشبكي ذاته. و لأن هذا حال كثير من الناس، فإننا نسمع الكثير من التعليقات السلبية عن صناعة التسويق الشبكي.

الحقيقة التي أدركتها بعد عناء أن العيب ليس في التسويق الشبكي، فالتسويق الشبكي صناعة راسخة و واعدة تؤكدها الأرقام و الإحصائيات (راجع تدوينة "ما هو التسويق الشبكي؟")، و إنما المشكلة في العناد و المقاومة التي نبديها عند تعلمنا الجديد. إن مدربي و مثلي الأعلى في هذا العمل، هو شخص يصغرني بأكثر من عشر سنوات، و كان وقتها طالباً بكلية الهندسة، ولكن عندما قررت أن "أفرغ كأسي"، حتى أتلقى منه الجديد و أستفيد من خبرته، بدأت الأمور تتغير معي نحو الأفضل.

أعرف أن الأمر قد لا يبدو سهلاً ومحبباً للكثيرين، و لكن هكذا النجاح، و على قدر المشقة يكون الإنجاز. النجاح شئ عزيز لا يناله الكثيرون، و لكن الخبر السار هنا أنه هناك وصفة مجربة للنجاح، قد تحتوي على بعض المرارة، و لكن طعم النجاح هو الأبقى في النهاية.

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

ما هو التسويق الشبكي؟




التسويق الشبكي هو الترويج للبضائع و الخدمات مباشرة للمستهلكين دون الحاجة للمرور عبر سلسلة الوسطاء التقليديين أو التقيد بمنافذ بيع ثابتة. يتم ذلك عبر وسائط الاتصال المباشرة بالمستهلكين من خلال المقابلة الشخصية، أو الاجتماعات العامة عبر عقد المؤتمرات و الندوات، وصولاً إلى الاتصال عبر الانترنت.
يعتمد التسويق الشبكي أو البيع المباشر على أمر شائع نقوم به كثيراً دون وعي منا بحجم تأثيره في عجلة الاقتصاد و دورة رأس المال، ألا و هو الدعاية الشفهية. الدعاية الشفهية تعني كل الحديث أو الكلام الذي نتجاذب أطرافه مع بعضنا البعض، نتشارك فيه تجاربنا الشخصية مع الآخرين حول مسائل لها علاقة بالبيع و الشراء. ربما لا يمكننا إدراك حجم التأثير الذي تتركه كلماتنا على الآخرين و التي تكون سبباً في انتقال و دوران عجلة السوق.
بتدقيق النظر، تقودنا ملاحظاتنا إلى أن الكثير من الأعمال تنتشر و تزدهر دون الحاجة إلى بذل تكاليف باهظة للدعاية و الإعلان، فقط من خلال الدعاية الشفهية.
سحر الدعاية الشفهية

"اسأل مجرب و لا تسأل طبيب".. خبرتنا و تجربتنا التي نسوقها إلى أناس يولوننا ثقتهم هي شئ قديم قدم البشرية. التجربة و الثقة هما الأساس الذي فطنت إليه شركات البيع المباشر و التسويق الشبكي منذ بدايات القرن العشرين، حتى نمت الصناعة و ازدهرت حول العالم.
يوفر التسويق الشبكي حلولاً فعالة و غير تقليدية لقطاعات عريضة من الناس الذين يرغبون في امتلاك عمل خاص بهم، و لا تتوافر لديهم الخبرة الكافية لإدارة الأعمال و المشاريع، أو يعوزهم المال و التمويل اللازم.
في ظل تزايد الطلب على الوظائف، و تراجع المعروض منها جراء سياسات ترشيد النفقات، و في ظل تواضع الأجور و عدم كفايتها متطلبات المعيشة، يبرز التسويق الشبكي كحل ناجع لمشكلة البطالة أو التهديد بشبح البطالة الناجم عن التزايد المضطرد لمعدلات فقد الوظائف و تسريح الأيدي العاملة.
"المكتب الافتراضي" أو "العمل من المنزل" و غيرها من المفردات و المفاهيم الاقتصادية الحديثة التي أوجدتها صناعة التسويق الشبكي، و عملت على تعزيزها خلال العقدين الأخيرين منذ بداية طفرة الانترنت و الاتصالات مطلع تسعينيات القرن العشرين.
تطور و نمو التسويق الشبكي و البيع المباشر تؤكده الأرقام و الإحصاءات التالية:
حقائق مهمة و موجزة عن صناعة التسويق الشبكي - فيديو مترجم

  • هناك ما يقرب من 38 مليون شخص في الولايات المتحدة يدير عملاً مستقلاً من المنزل

  • بحلول عام 2015 ستكون نصف الأسر الأمريكية منخرطة في مباشرة أعمال تدار من المنزل

  • يوجد في العالم أكثر من 27000 شركة تعمل بالبيع المباشر

  • هناك ما يربو على 15 مليون مسوق شبكي في الولايات المتحدة بإجمالي مبيعات يتخطى 30 مليار دولار

  • عالمياً، هناك أكثر من 74 مليون مسوق شبكي حققوا مبيعات فاقت 120 مليار دولار العام 2010

إن مجال التسويق الشبكي  هوالطفرة العالمية الجديدة في توزيع الدخل و بناء الثروات، بما يتيحه من فرص عادلة و متساوية للجميع، مع انعدام مخاطر الاستثمار المعروفة، و حدود لا متناهية للدخل. إنه بحق الطريق الذي يمكن للإنسان العادي أن يسلكه في مسعاه لتحقيق الثراء شريطة الالتزام بالجدية و الاستمرارية.